الإقبال على السلع الإستهلاكية بالعاصمة الفرنسية يتعدى الـ 3 مليارات يورو خلال الشهر الفضيل

Bookmark and Share

الأربعاء - 8 يونيه 2016 - 11:53 ص

newphoto

 

- محمد إبراهيم 

 

ليس هناك شك في أن الأجواء الرمضانية فى العاصمة الفرنسية باريس هي الأقرب إلى أجواء الشهر المبارك السائدة في البلدان العربية مقارنة بأي عاصمة أوربية أو غربية أخرى. ويرد هذا التميز إلى كثافة السكان المغاربة والإفارقة في بعض الضواحي والأحياء والتي مكنت الجالية الإسلامية من فرض مظاهر حياتها اجتماعيا وثقافيا ودينيا على نمط الحياة العامة السائدة في البلد المضيف فنجد أن رمضان في غاريبالدي وباربيس وكريمي وسان دوني وغيرها من الأحياء الباريسية لا يختلف في شيء عن رمضان في أحيائنا ومدننا العربية ، بطقوسه الغذائية والترفيهية والدينية المتميز.

 

 

حيث لا يشعر زائر هذه الأحياء خلال شهر رمضان الكريم بأنه في بلد أوربي يؤوي بعض المهاجرين المسلمين بل يشعر بأنه في قلب مكناس أو الدار البيضاء أو وهران فغالبية المحلات التجارية تعود ملكيتها إلى مهاجرين من أصول مغربية  وقد ازدان الكثير منها بمظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم  بعد أن أضفت لمسة رمضانية على واجهاتها التجارية من خلال أنواع الحلويات الشرقية العربية المعروضة كالغريبة والبقلاوة وغيرها  وكذا العجائن والفطائر بمختلف أنواعها والتمور والمواد الغذائية من الألبان والأجبان إلى الخضر والفواكه والتوابل.

 

 

كما أوحى شهر رمضان لبعض سلاسل مطاعم الوجبات السريعة ( الأمريكية ) التي تدرك جيدا أن رمضان شهر التبذير بامتياز بالنسبة إلى المسلمين الذين يشكلون أكبر جالية في باريس وضواحيها ( حوالي ثلاثة ملايين مسلم ) بتقديم وجبات مسائية خاصة ووضعت لافتات باللغة العربية والفرنسية تقول للزبائن ( رمضان كريم ) كما تلجأ المحلات التجارية الكبرى وأسواق السوبر ماركت إلى تخزين عشرات الأنواع من المواد الغذائية من منتوجات الحليب إلى اللحوم والدواجن الحلال التي تحترم ضوابط الشريعة الإسلامية وتحولت المحلات والأسواق الرمضانية مع تزايد الحاجات الإستهلاكية للجيلين الثاني والثالث من المسلمين الذين ولدوا في فرنسا ويفخرون بجذورهم وهويتهم الدينية إلى تجارة مربحة يقدر حجمها بأكثر من ثلاثة مليارات يورو, وهي تنمو بنسبة 15% سنويا.

 

 

ويستعد المسلمون في باريس لإستقبال رمضان منذ منتصف شهر شعبان، حيث تكثر الزيارات العائلية ويزداد إرتيادهم للمساجد للتزود بجرعة إيمانية إضافية تساعدهم على تأصيل هويتهم الإسلامية في بلاد الغربة وتشرع الأسر بدءا من منتصف شعبان في تحضير المستلزمات الرمضانية إعتمادا على السلع الإستهلاكية المخصصة لشهر رمضان والمستوردة في معظمها من البلدان الأصلية.